اليوم الأخبارية - متابعة

قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، إن طهران تسعى إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الدول العربية، لافتًا إلى أن المنطقة لن تجني من تحسين العلاقات سوى "المكاسب والمصالح المشتركة".
وذكر في جلسة بعنوان "إيران والبيئة الأمنية المتغيرة في المنطقة"، خلال مشاركته في منتدى العاصمة القطرية الدوحة للحوار، أن بلاده "ترغب في التعاون مع الدول العربية"، مؤكداً أن إيران "دفعت أثماناً باهظة" بسبب دعمها للقضية الفلسطينية.
وأضاف ظريف أن إيران "لا تمتلك أي أطماع أو دعاوى إقليمية"، موضحاً أن طهران، بوصفها "أكبر دولة في المنطقة من حيث المساحة"، لا تسعى إلى تجاوز حدود الجوار أو التنافس على أراضٍ ليست لها.
وفي معرض حديثه عن التوترات الإقليمية، بيّن ظريف أن تحميل إيران مسؤولية الأزمات "غير منطقي"، متسائلاً: "لماذا نُلام على المشكلات التي تفتعلها إسرائيل؟".
وأكد أن إسرائيل هي "أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي"، متهماً إياها بامتلاك "مشروع توسعي ومحاولة فرض نفسها فوق القانون الدولي والقواعد الإنسانية".
وأشار إلى أن إسرائيل منذ تسعينيات القرن الماضي "سعت لتقديم إيران كعدو بديل" في المنطقة لكسب شرعية سياسية داخلية وخارجية، فيما واصلت واشنطن، خصوصاً خلال إدارة كلينتون، العمل على تشكيل "تحالف إقليمي" يهدف إلى احتواء إيران.
وفي سياق الحديث عن السياسة الخارجية الإيرانية، كشف ظريف أن بلاده "عادت إلى استراتيجية المقاومة"، واصفاً إياها بأنها "النهج الذي تتقنه إيران أكثر من غيره"، بعد مرحلة قصيرة من التعاون الدبلوماسي مع الولايات المتحدة في إطار الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى عام 2018.
ووجّه ظريف انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن الدول الأوروبية "فقدت ثقة الإيرانيين تمامًا"، بعد أن اختارت، حسب تعبيره، "تجريد نفسها من القدرة السياسية" عبر تبني مواقف متماشية مع واشنطن بدلاً من لعب دور مستقل في الحفاظ على الاتفاق النووي.