اليوم الأخبارية - بغداد
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، أن العدوان على غزّة كشف هشاشة النظام الدولي وعجزه.
وذكر مكتبه في بيان تلقته /اليوم الأخبارية/ أن "السوداني شارك في مؤتمر (الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة) الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية في البحر الميت، ويهدف إلى تنسيق إيصال المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة".
وأكد السوداني، في كلمة القاها خلال المؤتمر، أن "العدوان على غزّةَ كشف هشاشة النظام الدولي وعجزه في القيام بواجباته ومسؤولياته، كما وقف العالم عاجزاً إزاء أعداد الضحايا الفلسطينيين المرعبة.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على أن "العدوان أدى الى تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في عموم غزة، وتسبب في عمليات تهجير وتهديم للمنازل والبنى التحتية وأغلب المنشآت الخدمية والمؤسسات التربوية والصحية".
وجدد التأكيد على "المبادرة التي أطلقها العراق في (مؤتمر السلام 2023)، الذي عقد بالقاهرة في تشرين الأول من العام الماضي، التي تضمنت إنشاء صندوق لدعم غزّةَ بعد العدوان، ووضع تقييمٍ مدروسٍ يحدد الاحتياجات، ويقسم الالتزامات بين الدول المشاركة بطريقة منهجية".
وتابع: "نجتمع اليوم لتحديد سبل تعزيز وتنسيق استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية بسبب العدوان على غزّة"، مشيراً إلى أن "نازحي قطاع غزة بلغت أكثر من 80% من مجموع سكانه البالغ قرابة مليونين و 300 ألف شخص، وترك 500 ألف عامل أعمالهم بسبب الحرب".
وأكد أن "العدوان دمر 370 ألف وحدة سكنية في غزة، وتضرر أكثر من 53% من منشَآت المياه والصرفِ الصحي"، لافتا إلى أن "محطة كهرباء غزة توقفت عن العمل منذ تشرين الأول لعام 2023، وهي تحتاج إلى 400 ألف لترٍ من الوقودِ يومياً".
وبين أن "82% من المدارسِ خرجت عن الخدمة، وحرم قرابة 625 ألف طالب وطالبة من التعليم، بجميع المراحل"، مشيراً غلى استشهاد أكثر من (5500) طالب وطالبة، و(261) معلماً، و (95) أستاذاً جامعياً، وأُصيب أكثرُ من 8 آلاف طالب وطالبة و (756) معلماً".
ولفت إلى أن "العالم تابع على الهواءِ مباشراً، عمليات قصف المستشفيات، والمجازر التي ارتكبت بحقِّ الأطباء والكوادر الصحّية والمرضى الراقدين"، مبيناً أن "32 مستشفى في قطاع غزّة خرجت عن الخدمة، من أصلِ 35، حيث تهدمَ بعضها وتضرر بعضها الآخر".
ولفت إلى "تهدم وتضرر، بسبب العدوان، أكثر من (195) موقعاً أثرياً، و(13) مكتبةً عامة، و( 227) مسجداً، و(3) كنائس"، مضيفاً أن "سلطة الاحتلال ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية، وجرائم ضدَّ الإنسانية، مارست خلالها عمليات قتل وتجويع وتهجير بحقِّ الشعب الفلسطيني".
وأكمل أن "معاناة الفلسطينيين تفاقمت بسببِ نقص الغذاء والدواء، وفقدان مياه الشرب والوقود، بعد أنْ أحكم الاحتلال غلق المعابر ومنعَ دخول المساعدات"، مشيراً إلى أن "دولاً عديدة تواصلت معنا لأجل تعزيز جهود احتواء الصراع ومنع توسعته، لكنها تتماهى مع خروقات الاحتلال حين يعتدي على بعض الدول بالمنطقة، ويعمل على توسعة الصراع".
وأكد أنه "يجب أولاً السعي لوقف إطلاق النار، ومن ثم العمل بجدية على استعادةِ حقوق الشعب الفلسطيني، في أنْ تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعلينا دعم وجود الدولة الفلسطينية، وحثُّ دول العالم جميعاً أنْ تتبعَ هذه الخطوة، ونُحيي قرار النرويج وإسبانيا وایرلندا".
وأردف قائلاً: "نحيي وكالةَ الأمم المتحدة (الانروا) لدورها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "حجم الجرائم والفظائع، التي وقعت بحقِّ المدنيين، قد أضرَّ بمصداقية القوانين الدولية والنظامِ الدولي، ونزعَ الثقةَ عنه".
وبين "لقد صدمنا من طريقة التعامل مع محكمةِ العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، والازدراء من قبل الدول الكبرى، ونتطلعُ إلى نتائجَ عملية لهذا المؤتمر في تحشيدِ الدعم وإيصال المساعداتِ الإنسانية العاجلةِ بطريقةٍ منسقة، والتحشيد العالمي والشعبي لتوسعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية".