اليوم الاخبارية - بغداد
أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن مركبًا موجودًا في فطريات طفيلية، تشل وتقتل اليرقات بشكل شائع، يعمل على سد المسارات المهمة لنمو بعض أنواع السرطان.
واستند باحثون من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، إلى أبحاث سابقة حول قدرات الكورديسيبين، على مكافحة السرطان، وهي مادة كيميائية تنتجها أنواع من الكورديسيبس، والأوفيوكورديسيبس، "تتحول إلى زومبي" لمساعدتها على إصابة جسم المضيف الحي، وغالبًا ما تؤثر على سلوك الحشرة قبل قتلها.
وقد مكن التقدم في التقنيات العلمية الباحثين، من دراسة التعبير الجيني ومسارات إشارات الخلايا وإنتاج البروتين عبر عدد كبير من الخلايا من أجل معرفة ما يفعله الكورديسيبين.
وتقول عالمة الأحياء في مجال الحمض النووي الريبي، كورنيليا دي مور: "لقد أصبح من الأسهل والأقل تكلفة إجراء هذه التجارب الضخمة للغاية، لذلك تمكنا من فحص آلاف الجينات في نفس الوقت"، حسبما نقل عنها موقع "ساينس أليرت".
ومن خلال التجارب المعملية على مزارع الأنسجة البشرية والتحليل الجيني، لكيفية عمل الكورديسيبين على هذه الخلايا، وجد الفريق أن المادة الكيميائية تحولت إلى مركب أكثر نشاطًا، يسمى ثلاثي فوسفات الكورديسيبين، وهو المسؤول عن تثبيط نشاط الخلايا.
ووجد الباحثون أن ثلاثي فوسفات الكورديسيبين، يمنع مسارين منفصلين للإشارات غالبًا ما يتم اختطافهما من قبل الخلايا السرطانية، لمساعدتها على الانتشار في جميع أنحاء جسم الإنسان.
وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح بعد أي الجزيئات يستهدفها ثلاثي فوسفات الكورديسيبين، فقد وجد الفريق أن المادة الكيميائية تبدو وكأنها تعمل بسرعة.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحويل النتائج إلى علاجات جديدة للسرطان، ومع ذلك فإن فهم كيفية تأثير الجزيء، على نمو الخلايا يمكن أن يضع الأساس لأنواع جديدة من أدوية السرطان.
والأهم من ذلك، أن الدقة التي يعمل بها ثلاثي فوسفات الكورديسيبين، تعني أنه يمكن أن يتغلب على التحدي الذي تواجهه العديد من العلاجات الحالية، وهو محاولة أخذ خلايا السرطان دون التسبب في الكثير من الضرر للأنسجة السليمة.