اليوم الأخبارية - متابعة
أكدت دراسة جديدة أن هناك اختبار دم بسيطاً يمكن أن يتنبأ بخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان قبل عقود من حدوثها.
وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد توصلت الدراسة إلى أن اختبار الدم، الذي يسمى اختبار البروتيوميات، لا يمكنه فقط اكتشاف المشكلات المستقبلية المتعلقة بأعضاء معينة، بل وأيضاً إمكانية تسببها في مشكلات في أي جزء آخر من الجسم.
وقام فريق الدراسة بتحليل عينات بلازما الدم الخاصة بـ6235 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 45 و69 عاماً.
وعمل الباحثون على تحديد العمر البيولوجي (مدى سرعة شيخوخة الخلايا) لتسعة أعضاء (القلب والأوعية الدموية والكبد والجهاز المناعي والبنكرياس والكلى والرئتين والأمعاء والدماغ) وللجسم بأكمله.
وبعد ذلك، قاموا بقياس الفجوة بين العمر الزمني (الفعلي) للشخص والعمر البيولوجي لكل عضو من أعضائه، ووجدوا أن الأعضاء غالباً ما تتقدم في العمر بمعدلات مختلفة في نفس الشخص.
وتمكن الباحثون من إظهار أن الشيخوخة المتسارعة للأعضاء تتنبأ بخطر الإصابة بـ30 مرضاً مختلفاً على مدى 20 عاماً.
على سبيل المثال، فإن تقدم القلب في العمر بشكل أسرع يتنبأ بزيادة كبيرة في خطر الإصابة بأمراض القلب، في حين أن الأشخاص الذين يعانون من شيخوخة الرئة المتسارعة هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة بعد سنوات.
وفي تطور غير متوقع، وجد الباحثون أن أعلى خطر للإصابة بالخرف كان لدى الأشخاص الذين يتقدم جهازهم المناعي في العمر بشكل أسرع من المعتاد، وليس لدى الأشخاص الذين تتقدم أدمغتهم في العمر بشكل أسرع في منتصف العمر.
وقال الباحثون إن هذا يدعم العمل السابق الذي وجد أن الأشخاص المعرضين للعدوى الشديدة معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.
ولفتوا إلى أن النتائج تشير إلى أن المشكلات الالتهابية قد تلعب دوراً رئيساً في تطور الأمراض العصبية التنكسية.
كما وجدوا أن الشيخوخة المتسارعة في عضو واحد غالباً ما تضعف وظيفة الأعضاء الأخرى.
فعلى سبيل المثال، ترتبط صحة الكلى بصحة أعضاء أخرى، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من شيخوخة الكلى المتسارعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد.
وفي الوقت نفسه، تنبأت الشيخوخة البيولوجية لجميع الأعضاء تقريباً بزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى.
وقال المؤلف الرئيس البروفسور ميكا كيفيماكي، من كلية علوم الدماغ في كلية لندن الجامعية: «تعمل أعضاؤنا في نظام متكامل، لكنها يمكن أن تتقدم في العمر بمعدلات مختلفة. يمكن أن تساهم الشيخوخة في أعضاء معينة في العديد من الأمراض، لذلك من المهم بالنسبة لنا أن نعتني بجميع جوانب صحتنا».
وأضاف: «لقد وجدنا أن اختبار الدم السريع والسهل يمكن أن يحدد ما إذا كان عضو معين يتقدم في العمر بشكل أسرع من المتوقع. وفي السنوات القادمة، يمكن أن تلعب اختبارات للدم مثل هذا دوراً حاسماً في الوقاية من العديد من الأمراض».
ولفت الفريق إلى أنه يأمل أن تساهم نتائجه في إيجاد طرق جديدة لمساعدة الناس على البقاء بصحة جيدة لفترة أطول مع تقدمهم في السن.