اليوم الأخبارية - متابعة
اتخذت مجموعة ستيلانتس موقفًا يُعد من أول التداعيات العملية لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن فرض الرسوم الجمركية، إذ قررت الشركة الاستغناء عن المئات من موظفيها في أميركا.
وشملت خطوات المجموعة -ردًا على قرارات ترامب الأخيرة- وقف إنتاج بعض مصانع التجميع في كندا والمكسيك، ما يُنذر بتدهور كبير في الصناعة مستقبلًا.
ووفق دليل شركات السيارات العالمية، تكتسب المجموعة صبغة عالمية بعدما خرجت إلى النور عام 2021 بعد اندماج شركتي فيات-كرايلسر الإيطالية الأميركية، وشركة فرنسية.
وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية على الواردات الأميركية، واستحوذت صناعة السيارات على حصة ضخمة من هذه الرسوم.
وتضمّنت قرارات ستيلانتس ردًا على ترامب تسريح 900 موظف يعملون في 5 مصانع أميركية، وفق ما نقلته رويترز.
وتشمل المصانع الـ5: وارن ستامبينغ، وستيرلنغ ستامبينغ، وإنديانا، وكوكومو للنقل، وكوكومو كاستينغ.
بالإضافة إلى ذلك، قررت المجموعة -التي تضم عددًا من العلامات التجارية تحت مظلتها- تعليق إنتاج منشآت للتجميع وتصنيع المحركات في المكسيك وكندا بصورة مؤقتة، مما فاقم مخاوف الموظفين والمعنيين بالصناعة.
وتتجه الشركة أيضًا إلى خفض الإنتاج في مصنع وندسور (المعني بتصنيع سيارات باسيفيكا وفوييجر وتشارجر دايتونا من كرايسلر) لمدة أسبوعين، ما ينعكس سلبًا على مستقبل 4 آلاف و500 عامل في المصنع.
كما سينخفض إنتاج مصنع تولوكا المكسيكي (المعني بإنتاج سيارات: جيب كومباس وجيب واغونير إس)، في شهر أبريل/نيسان الجاري، مع استمرار حضور العمال إلى المصنع وتقاضي رواتبهم دون استئناف التصنيع.
وكانت المجموعة قد أوقفت تطوير الجيل القادم من سيارات جيب كومباس الرياضية بصورة مؤقتة، وعلّقت الإعدادات في مصنع برامبتون للتجميع لدى كندا، في قرار أعلنته فبراير/شباط الماضي.
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لعمليات المجموعة في الأميركتين، أنطونيو فيلوسا، إن العمل جارٍ على النظر في تداعيات الرسوم الجمركية متوسطة وطويلة الأجل على نشاط الشركة.
وأضاف أنه بالتوازي مع دراسة الأبعاد المستقبلية، أعلنت الشركة قرارات عاجلة للحد من الخسائر المحتملة.
وبدت قرارات ترامب ضد صناعة السيارات وكأنها "حرب"، إذ خصّ الصناعة برسوم جمركية على الواردات تصل إلى 25% رغم تحديد رسوم بقية السلع بنحو 10%.
وتسبّب القرار المعلن خلال الأسبوع الماضي في صدمة لقطاع السيارات العالمي، وأقرت إدارة ترامب بمعاناة الأميركيين من قرارات الرسوم الجمركية على الأجل القصير، تمهيدًا لمكاسب وعائدات اقتصادية طويلة الأجل.
وتخدم قرارات الرسوم الجمركية الصناعات والعمال والمجتمع الأميركي المحلي، حسب رؤية البيت الأبيض.
وانتقد النائب الديمقراطي تشاك شومر، تسريح مجموعة ستيلانتس 900 عامل في أميركا، مشيرًا إلى أن العمال المحليين ضحايا لرسوم ترمب الجمركية.
وربط نقابيون وهيئات عمالية بين بدء عمليات التسريح وقرارات ترامب، إذ وصف المسؤول النقابي عن عمال المجموعة في ولاية ميتشيغان رومين ماكيني، قرار التسريح بأنه "خراب ومُدمّر".
ورأى ماكيني أن تسريح العمال أمر غير مبرر في الآونة الحالية، ولا يوجد سبب قوي يضطرها إلى ذلك حتى وإن كانت الرسوم الجمركية، خاصة أن شركات تصنيع سيارات أخرى لم تقدم على الخطوة ذاتها.
وانعكست هذه التداعيات على أسهم شركات السيارات، وأغلقت أسهم ستيلانتس تعاملات الخميس الماضي (3 أبريل/نيسان 2025) على انخفاض بنسبة 9.3%.
كما لُوحظ انخفاض أسهم عدد من شركات السيارات الأخرى، مثل: فورد، وجنرال موتورز، وتيسلا.
وتربط أميركا والمكسيك وكندا اتفاقية تجارية تقضي بالإعفاء من الرسوم الجمركية، لكن يُستثنى من ذلك الواردات الأميركية لصناعات عدة، من بينها صناعة السيارات، التي تخضع لسياسة جمركية محددة بنحو 25%.
وتدرس شركات تصنيع السيارات رفع أسعار وحداتها لتغطية التكلفة الإضافية للرسوم.
جدير بالذكر أن نصف سيارات المجموعة التي تُباع في السوق الأميركية تُصنّع محليًا، والباقي ستنطبق عليه رسوم ترامب الخاصة بالواردات.