اليوم الاخبارية - بغداد
الصداع النصفي ليس مجرد صداع عابر يمكن تجاوزه، بل هو اضطراب عصبي معقّد يمكن أن يُحوّل حياة المصاب إلى معاناة متكررة تُشبه توقف الزمن. ففي كل نوبة، قد يشعر الشخص بألم لا يُطاق، يرافقه غثيان، وحساسية شديدة للضوء والأصوات، تجعل من المهام اليومية أمراً شبه مستحيل.
وبحسب موقع “فيري ويل هيلث”، يُصنف الصداع النصفي عادةً إلى نوعين رئيسيين: الصداع النصفي دون هالة والصداع النصفي المصحوب بهالة، مع وجود حالات نادرة من أنواع فرعية شديدة التعقيد. وهناك أيضاً أشكال مستقلة من الصداع النصفي مثل الصداع النصفي المزمن، والمصاحب للدورة الشهرية، والصداع النصفي المحتمل.
يعد أكثر أنواع الصداع النصفي شيوعاً، ويتميز بنوبات تستمر بين 4 إلى 72 ساعة، وغالباً ما يصيب جانباً واحداً من الرأس. يتفاقم مع الحركة، ويكون متوسطاً إلى شديد القوة، وقد يترافق مع الغثيان أو القيء، إضافة إلى حساسية مفرطة للضوء أو الصوت.
تشمل محفزاته قلة النوم، التوتر، التغيرات الهرمونية، الجوع، الضوء الساطع، والروائح القوية.
يصيب نحو 15–30% من مرضى الصداع النصفي، وتسبق نوباته أعراض عصبية تُعرف بـ”الهالة”، تظهر تدريجياً خلال 5 دقائق وتستمر أقل من ساعة.
الهالة تكون غالباً بصرية (رؤية خطوط أو ومضات)، لكنها قد تشمل اضطرابات سمعية، حسية، لغوية، أو حركية.
أنواعه الفرعية تشمل:
الصداع النصفي مع هالة جذع الدماغ: يسبب أعراضاً مثل فقدان التوازن، ترنّح، ضعف في السمع، وازدواج الرؤية.
الصداع النصفي الشللي: يترافق مع ضعف عضلي يبدأ في يد واحدة ويمتد إلى الذراع والوجه، وقد يستمر لأيام أو حتى أسابيع.
الصداع النصفي الشبكي: يتسبب في تغيّرات مؤقتة في الرؤية بإحدى العينين، مثل ومضات أو فقدان مؤقت للبصر.
أنواع أخرى:
الصداع النصفي المزمن: يُشخّص عند تكرار الصداع 15 يوماً شهرياً لأكثر من 3 أشهر، ويظهر بخصائص الصداع النصفي في 8 أيام على الأقل من الشهر.
الصداع النصفي المرتبط بالدورة الشهرية: يظهر غالباً في الأيام المحيطة ببداية الحيض.
الصداع النصفي المحتمل: صداع تتوفر فيه معظم خصائص الصداع النصفي لكنه لا يفي بجميع المعايير التشخيصية.
الصداع النصفي أكثر من مجرد ألم في الرأس؛ إنه حالة طبية شديدة التعقيد تتطلب وعياً وفهماً دقيقاً لتفادي محفزاته وإدارتها بطريقة صحية تقلل من وطأته وتكراره.