اليوم الإخبارية- بغداد
تعتزم شركة "كار باور
شيب" (Karpowership) التركية إمداد العراق بـ590 ميغاواط من
الكهرباء، وفق عقد أولي مدته 71 يوماً أبرمته مع البلاد، مما يسهم في حلحلة أزمة
الطاقة الحادة التي تواجهها بغداد، بحسب بيان صحفي صادر عن الشركة اليوم الأربعاء.
ووقعت شركة "بي كيه
بي إس" (BKPS) التابعة لـ"كار باور شيب"، التي
تدير أسطولاً من السفن العائمة التي تضم محطات لتوليد الكهرباء، العقد مع وزارة
الكهرباء العراقية والشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية/المنطقة الجنوبية،
لكنها لم تفصح عن قيمة العقد.
ومن المقرر أن ترسو
السفينتان التابعتان للشركة التركية في ميناءي خور الزبير وأم قصر في البصرة، وأن
تبدآ عملياتهما خلال الشهر الجاري.
ويعاني العراق من عجز في
توفير الوقود اللازم لقطاع الكهرباء جراء تعطل إمدادات الغاز التي يحصل عليها من
إيران لتشغيل محطات التوليد خاصة مع ارتفاع الطلب في فصل الصيف، وفي نهاية الشهر
الماضي، أعلنت بغداد جاهزيتها لاستيراد الغاز من تركمانستان مع خطط للاعتماد عليه
بنسبة 50% في توليد الكهرباء، إلا أن مصادر مطلعة أكدت توقف مفاوضات استيراد الغاز
التركمانستاني.
وأكدت المصادر، بأن"مفاوضات
تصدير غاز تركمانستان إلى العراق متوقفة منذ مدة، دون أيّ جديد في هذا الملف خلال
الآونة الحالية".
وأوضحت المصادر -التي رفضت
نشر اسمها لأنها غير مخوّلة بالتصريحات الإعلامية- أن العراق ينتظر حاليًا موافقة
وزارة الخزانة الأميركية، نظرًا لأن استيراد الغاز التركمانستاني سيكون عبر خطوط
الأنابيب الإيرانية، "إذ تعاني طهران بسبب العقوبات من جانب الولايات
المتحدة".
كما يخضع النظام المصرفي
الأميركي لتدقيق أميركي شديد، وذلك لضمان عدم تحويل أيّ أموال إلى إيران، حتى إذا
كان ذلك مقابل فواتير إمدادات الطاقة.
وكانت المناطق الوسطى
والجنوبية من العراق قد شهدت انقطاعات في التيار هذا الشهر بسبب توقف مفاجئ لمحطة
توليد أدى إلى عطل في الشبكة، بحسب وكالة "رويترز".
ينتج العراق حالياً 27 ألف
ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها بالغاز، لكن الطاقة
الإنتاجية تنخفض في بعض الأحيان إلى 17 ألف ميغاواط. هذه الكمية في حالتها القصوى،
لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، إذ يحتاج العراق إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40
ألف ميغاواط من أجل ضمان توفير طاقة على مدار اليوم.
لسد هذه الفجوة، تلجأ
بغداد إلى استيراد نحو 50 مليون متر مكعب من جارتها إيران منذ 2017. ووصلت إمدادات
الغاز الإيرانية منذ 2017 إلى أكثر من 52 مليار متر مكعب، بقيمة زادت عن 15 مليار
دولار. ولكن إيران غالباً ما تلجأ إلى تقليص هذه الإمدادات أو قطعها.
الاعتماد على الغاز الإيراني
غير المستقر، بالإضافة إلى التعقيدات الجيوسياسية، على غرار العقوبات الأميركية
على طهران، سبّبت انقطاعات متكررة للكهرباء في البلاد، تحوّلت عام 2021 إلى
احتجاجات دامية.