يعد هذا المقال الذي دونته مختلفًا عن المقالات والأعمدة التي دونتها، فمن عادتي التطرق إلى عدد من القضايا الاجتماعية فضلًا عن القضايا الضئيلة التي تخص السياسة، في هذا المقال سأتحدث عن مدينة الشطرنج، مدينة غير حقيقية، وهمية رُسمت في الذهن عبر الخيال، خيال ربما كان يحيطه الغيهبان، ولكن ثمة أمل بعيد سيرسم بعد مقاومتهِ للأول ليعيد أمجاد السلام في عموم المدينة.
في قرن العشرين، جلس على الطاولة المستديرة لاعبون اثنان، أحدهما صالحًا، والآخر بدأ بلعب الشطرنج، مبتدئًا بالخطوة الأولى بتحريك الجندي الأول في الطرف اليمين المقابل للقلعةِ، دون تفكير يذكر إن سقطت القلعة أو لا، كونها تسير بخط مستقيم لا نهاية له سوى إخراج الخصم أيًا كان جنديًا أو حصانًا، عندها بدأ الصالح بإخراج الحصان ثلاثي الخطوات ولم يحرك جنديًا واحدًا لكون الأخير على الرغم من كونه خطًا دفاعيًا آلا إنه أقدم على حمايتهم من الخصم، وطالت اللعبة لحين انتهائها ولم تذكر النتيجة في مخيلتي لكون الفوز والخسارة ليست مهمة هُنا، وإنما الأهم في ذلك هو كيفية تقدير الأمور وتعزيزها.
نحن نعلم بأنَّ الأبيُ لا يذعن مع الخيط الرفيع الذي يتعمد إبراز محور الخنّاس الوجودي من العمق، المحور الذي طالما حاولنا الابتعاد عنه لكننا نراه دومًا خلفنا في حال لم نتعوذ منه، فعند مدينة الشطرنج رأينا بإنَّ الوزير يقف شامخًا منتظرًا الوقت المناسب للتحرك في الساحة القتالية، بعد إعلان الملك الصالح عن انطلاق الحرب في مدينة الشطرنج، تلك المدينة التي تعج بالفلسفة بحسب المنطق الفكري الذي يمتلكه اللاعب.
عدد كبير لا يهوى لعبة الشطرنج، ولكن عندما ذكرت بأن ذهني لا يمتلك في الوقت الحالي نتيجة اللعب بين الطرفين هو أن اللعبة قد عُرضت في التلفاز وقد شاهدها الكثير، الذين لم يرغبوا يومًا فيها، ولكن عند العرض أشتد الحماس وأصبح للاعبين جمهورًا، وعند الخطوة ما قبل الأخيرة عَم الغيهبان في أرجاء المكان ولم تُعرض النتيجة منذ أكثر من ثلاثين عامًا إلى يومنا هذا.