إنتخابات برلمان الإقليم ( تأجيلها أفضل من إجراءها )

نبيل العزاوي

قبل 2 اسابیع
تكبير الخط
تصغير الخط


الانتخابات في النظم الديمقُراطية وجدت للتعبير عن إرادة ورأي الشعوب ،وهي أداة للتعريف عن الافراد الذين سيمثلون الجماهير في المجالس المحلية والبرلمانية ،وأغلب المعطيات تذهب الى أن أي انتخابات مزمع إجرائها بعد شهرين من الآن تقريبا في الإقليم بغياب ( البارتي) ستولد ميتة، لاعتبارات عديدة أهمها:
أولاً: العزوف الجماهيري 
فأغلب التوقعات تذهب الى أن هناك مقاطعة جماهيرية كبيرة ستحصل إن جرت تلك الإنتخابات بأعتبار أن أكثر من ٦٥٪؜ من مؤيدي ومناصري الحزب الديمقراطي الكردستاني سيغيبون عنها، وحينئذٍ ستكون هنالك نكسة إنتخابية، لم يعهدها الإقليم طيلة كل الفترات الإنتخابية السابقة .
ثانيا: الإعتراف والقبول 
وهذه النقطة بالغة الأهمية ، بإعتبار أن لكل إنتخابات مخرجات ، فكيف يمكن تلمّس مخرجات واقعية بغياب أهم عنصر ومرتكز أسس ورسخ للديمقراطية في الإقليم من تسعينيات القرن الماضي، وهو أعرق وأهم الأحزاب الكردية وأكثرها حضوة في الشارع ويحظى بتأييد منقطع النظير من جماهيره وهو الديمقراطي الكردستاني، وكيف يمكن بعد ذلك سيتعاطى المجتمع الدولي معها ، وهي غير ملبية  الطموح والتطلع .
ثالثا: غياب تمثيل الأقليات 
وهذه النقطة التي مثلّت الصدمة لدى البارتي ، وعلى أساسها هدد بالإنسحاب إن لم تعالج علاجاً واقعياً ، يضمن حقهم في التمثيل النيابي ومن خلال الكوتا والتي يمكن أن توصلهم للبرلمان ، فالحزب الديمقراطي يرى أن بإلغاء الكوتا إبعاداً لهذه الفئة المهمة والواجب الحفاظ عليها ، وبالطرق الدستورية والقانونية.

ومن تلك النقاط المهمة ، أصبح واضحاً وجلياً أن الإقدام والمضي بهذه الإنتخابات ستكون فارغة المحتوى والمضمون ، إن لم يشترك بها الجميع ، فالحزب الديمقراطي الكردستاني مستعد دائماً لإجراء إنتخابات نزيهه تعكس نتائجها الإرادة الحقيقية لناخبيه ، وتستطيع المكونات أن تمثل إرادتهم وتصويتهم، بعيداً عن سيناريوهات معدة مسبقاً . وهذاما أكد  عليه السيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وتمنى أن تعمل الاحزاب السياسية في الإقليم ضمن إطار إحترام إرادة شعب كردستان ، والمصالح العليا للإقليم ، ومراعاة ثقافة وقيم الديمقراطية ، وتعزيز وتعضيد كيان الإقليم .
والسؤال المنطقي الذي بدأ  بالتداول كثيراً ..
هل بالامكان تأجيل هذه الانتخابات لبضعة أشهر ومن ثم ترتيب الصيغ والآليات الجديدة لإجراءها بما يحفظ حق الأقليات من تواجدهم ببرلمان الإقليم وفق إنتخابات نزيهه وشفافة تشرف عليها مفوضية الإنتخابات والمراقبين المحليين والدوليين والامم المتحدة ؟
والجواب نعم يمكن تأجيلها وهذا التأجيل بمثابة إعادة قراءة الواقع ، والذي من خلاله يمكن تصحيح الأخطاء ، وضمان إجراء الإنتخابات وفق الآليات القانونية والدستورية ، وعدم إلغاء الآخر.

المزيد من مقالات الكاتب