اليوم الأخبارية - متابعة
في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، لم تعد الانتهاكات تقاس فقط بعدد القتلى أو المعتقلين بل صار الشارب نفسه ساحة معركة، في مجتمع معروف باعتزازه بالتقاليد والكرامة والهيبة الشخصية، إذ تتوالى الصور التي توثق إقدام جهات مسلحة منضوية في الجيش السوري على حلق شوارب الرجال كنوع من الإذلال العلني.
ففي حوادث موثقة، قام مسلحون تابعون لجهات تتهم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وبعضها تابع للجيش الرسمي، باعتقال رجال كبار في السن وشباب، ثم يحلقون شواربهم أمام المارة، أثنناء تسجيل المشهد على الهواتف لتنشر لاحقا في مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة مقصودة.
هذه المشاهد رافقها اهانات مسموعة من قبيل “بدنا نعلمك الأدب”، إلا أن الأدهى وقوع هذه الممارسات في المجتمع الدرزي الذي يعد الشارب رمزا واضحا للرجولة، وغالبا ما يرافقه العقال، وهو كسر مباشر للهوية الاجتماعية، ورسالة إذلال لا تقف عند الشخص، بل تمتد لعائلته وبيئته.
وفي ردة الفعل على هذه الممارسات، لم يقتصر الغضب على المستوى الشعبي فقط، بل أصدرت بعض المرجعيات الدينية المحلية بيانات تنديد، واعتبرتها أعمالًا شيطانية لا تقرها القيم ولا الدين، فيما اكتفت أجهزة الدولة السورية بالصمت أو تبرير الأفعال على أنها “حالات فردية”.