بين متوقَّعٍ وغيره

العقيد الماجستير- ناطق حمدان مطرود

قبل 3 أيام
تكبير الخط
تصغير الخط

بين متوقَّعٍ وغيره
استيقظ العراقيون على لافتات وصور وإعلانات انتخابية تغطي الشوارع والساحات، إيذانًا بانطلاق سباق المشاركة في العملية الانتخابية لعام 2025.
وهي فرصة طيبة للعراقيين ان يجددوا هذا العرس الانتخابي الذي جسد بعد ٢٠٠٣، بعد التخلص من نظام دكتاتوري جثم على صدور العراقيين لعقود فقد تنوعت وجوه المرشحين بين قديم وهم من لهم باع طويل في العمل السياسي، لا بل هم من كانوا ركن اساسي و من المؤسسين للعملية السياسية الجديدة بعد عام 2003، وبين وجوه شابة جديدة لم تألف هذا الميدان من قبل.

هذا التجديد دفع العديد من الكتل السياسية الكبرى إلى زجّ دماء جديدة في صفوفها، لأسباب متعددة، فتارةً يكون ذلك إيمانًا حقيقيًا بضرورة التغيير وتجديد الخطاب والفعل السياسي، وتارةً أخرى بدافعٍ الانتهازية لجعل هؤلاء الشباب أدوات لجذب الأصوات – أو كما يُقال في الوسط السياسي "مسوكچية"كما يعبرون.

وبين هذا وذاك، تتجلى إيجابيات وسلبيات واضحة.
فعلى صعيد السلبيات، لا تخفى بعض الخيارات غير الموفقة من حيث السيرة الذاتية أو التدرج الوظيفي أو حتى الخلفية الشخصية التي لا تنسجم مع متطلبات العمل السياسي، الذي يفترض فيه الجدية والواقعية ونكران الذات في سبيل تحقيق أهداف المرشح تجاه ناخبيه.

أما في جانب الإيجابيات، فإن من الجميل أن العملية السياسية لم تعد حكرًا على الوجوه التقليدية التي استهلكها الزمن، ولم تعد أفكارها ومنطلقاتها تنسجم مع الجيل الجديد.
إنها خطوة تُحسب للكتل السياسية، شريطة أن يكون الاختيار قائمًا على المعايير المثالية: التحصيل العلمي، والسيرة الذاتية المشرفة، والخبرة المتدرجة في العمل العام فإن ما لمسته كمواطن مراقب ومطلع على الواقع الحالي، لم يكن التحصيل العلمي والسيرة الذاتية هي المعيار، لابل بسابقة خطيرة وهي [شكد عندك متابعين او جمهور اومنهم من زرع زرعا لسنوات وحان قطافه ] ؟! وهنا اقف لحظة صمت طويلة مع دعاء الى الله ان يوفقوا في مسعاهم، فأنا مع التجدد والمتجددين لكن وفق مقايس وثوابت وطنية رسمية تحفظ للبلد ولتاريخه العظيم هيبته، فقد لاحظت في احد التقارير مؤخرا رئيس دولى اوربيا لايجيد حتى البروتكول الرئاسي وضاع بين يمين ويسار رئيس الدولة المضيفة عند التصوير الرسمي وهذا ان دل فيدل على توجه قد يكون عالمي وهو اعتماد السطحية العقلية، فهي سهلة الانقياد من قيادة الظل؟!.

إن ضخّ الدماء الجديدة كفيل بإنتاج فكر متجدد وأساليب حديثة في الأداء السياسي، تسهم في خدمة المجتمع وتعطي الأمل للكفاءات بأن باب الفرصة ما زال مفتوحًا.
أما أولئك الذين ترشحوا لمجرد الحضور أو بدافع الوجاهة ( الطشة ) ، فربما لا ينفعون حتى أنفسهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

اسال الله التوفيق وناجح العملية السياسية والمشاركة الفاعلة واختيار الاكفئ والانسب من بين الموجودين مهما تعددت انتمائاتهم ومسمياتهم فهم من العراق  وللعراق .

ملاحظة :- 
نحن نعيش في دولة تحترم الرأي والنقد المحترم ودليل ذلك لايوجد سجين رأي واحد في العراق.
وكوني اعمل بتخصص مهنة المتاعب (الصحافة والاعلام )
فهنا اتجرد من كوني احمل رتبة وصفة حكومية وامارس حقي كمتخصص بالشأن الاعلامي  وادلي بدلوي هذا ، وهو رأي الخاص في نافذتي  الصغيرة التي اطل بها على عالمي الكبير .
حرر بقلمي المتواضع كتابتاً وتعبيراً واملاءً علما ان ماذكر بعيدا عن (( الجات جيبيتي )) والله من وراء القصد

م.م. ناطق حمدان _ ٦_١٠_٢٠٢٥

المزيد من مقالات الكاتب