البصري يبسط سطوته على الفاسدين

فاضل ابو رغيف

10/09/2024
تكبير الخط
تصغير الخط

البصري يبسط سطوته على الفاسدين 
القادم من فيافي الشهادة وبواكير النضال أبي علي البصري،شخصيةً لم تتقادم عليها الدهور ولم يَرنّ على فؤادهٍ بُرقعْ الزهو والخيلاء، ولم يهن ولم يتوانى في تفكيكِ مفاصل المفاسد بشقيها المالي والسلوكي، البصري القادم ثغرِ العراق الباسم وخِزانة البلاد وبلحها وطلعها الوفير ، ينفض عن مناكب البلاد غبار القنوط واليأس من أفئدةِ العراقيين حينما قنطوا من ان يجدوا عفيفَ فرجٍ ونقي قلبٍ وابيض يدٍ وعالِ الهام كبصريٍ هُمام أضاع رذيلةً غامرت نفوسِ قومٍ بغلافٍ يُزكم الانوف، البصري ذلك البصري الأدم البشرة ذو الأنف الممتشق والرضاب المُحلى بأريجِ نهر الخوز وبرحي المذاق، فقد دخل البصري بثيابٍ غراوات بيضاء في منجمِ فحمٍ أسود وهو بثوبهِ الأبيض لم يطالهُ سِخام الشبهات، فللهِ دركَ يابصري قل لي بِربكَ من اين جائتكَ خصال ومزايا الاولياء وسَمّتْ الأنبياء والأولياء، قد كنتَ داعياً للهِ بصمتٍ وعاملاً مبتدءًا بنفسكَ وكأنكَ للإنِ تعملَ مؤدباً لنفسك ومروضاً لها على جُسبَ الحياة دون لغباً ياأبا علي، وكأن ابن نباتة المصري قد وصفك ونعتك 
وَكَأْسُ الْحَمْدِ فِي يُمْنَاِهِ يملأ بِمَمْزُوجِ اللّطافه والشهامة وَمَلِكَ صَلَاَحِ دَيْنِ اللهِ يَزْهُو بِأفْضَلِ فَاضِلِ فِيهِ إقامة فَأَمَّا أَصِلُهُ فَإِلَى قُرَيْشٍ وَأَمَّا سَرِّهِ فَإِلَى كتامهْ لَهُ قَلَمُ تَقَسُّمِ رَيَّقَتَاهُ شُهَّادَ فَمِ الْمُحَاوِلِ أَوْ سمامهْ مَكِينَ فِي النَّدَى وَالْبَأسِ إِمَّا لهامٍ فِي الْمُصَالِحِ أَوْ لهامهْ…..
يالكَ من قلباً بين الأضلعِ هلا حدثتني عنه، ويالهذا الصدر الرحب الذي يحملك كم وسعته؟!!، كم يتسع، تعفو عمن ظلمك وتتخطى من بَهتكَ وتسامح من جحدك، ولكَ في حيّ قصةً تمنيتُ ان احكيها للأجيالِ فأقول لهم تجمهروا وحلقوا حولي كي اقص لكم معجزةً وملحمةً تسابق نُبلَ أنكيدو ومروءة ڤالجان بين بؤساءهِ ويجوبَ بين الأحياءِ رحمةً ابن طفيل، حينما تساوقني الحياة ويعصف بيَّ قطار العمر وأبلغ عمراً يقربني من لحدي سأكتبُ سيرةَ رجلٌ سميته الأكاديمية والمحفل الخُلقي بكلِ مؤدياتهِ، ابا علي تحوطكَ الذئاب والضِباعَ من كل حدبٍ فلا اعلم من أيها تحتمي؟؟، ولكن عزائي الوحيد أنكَ فينا مُعلماً ومَعلماً سامقاً هَديا، أظنهم يكيدوا لكَ وأقسم أنهم لم يعوكَ ملياً، وكأنكَ بينهم نسيّاً غَديا، أيها العرندس اللوذعي المرقال السريا، كم تمنيتُ ان أبحر بأجنحتي بفيروز آبادي بقاموسهِ المحيط لانتقي لكَ منهُ مايناسبكَ مُليقاً بحضرتكَ وان أستقَ مستنبطاً من تاجِ العروس ومرتضاه ومزهراللغة وسيوطها بين يديك ماثلاً، فتمنيت أن أرجوا عيد اضحانا فأبذل مالي بقضهِ وقضيضهِ ناحراً لك خير العِيس والغوصِ، ابا علي عُذراً إذا خطلَ القول بيّ وغابت الحروفَ عن ملكتي ولم يسعفني لبابي كيف أُشبع جنوحي بوصفك، وعذري لمن لم ينصفكَ لإنهُ يجهلك ولايعيكِ زُهريا، ولا آراني الله يوماً تُفتح بي عيني دون رؤياك مكحلاً مقلتي بفيضِ نداكَ، أبا أحمد وحسن وجعفر الشُم الراسيات تلكَ نِبلاتكَ الباسقات، ولله مني إم النقيات بعصرها ام العلي لها منا كل جلال وسلام.
الأخ المواسي والصديق الموافي فاضل ابو رغيف.

المزيد من مقالات الكاتب