عبد الأمير الشمري يفوز على الجوائز
حينما يمر الإنسان في مسرحِ الحياةِ فهو بين نتيجتين، إما ان يتركَ بصمةً تجعلهُ بين مصافِ العظماءِ والمفكرين ، او تتركهُ عُرضةً للسب والشتام وبين الناسِ بغيضاً، ومن هنا لابد لي ان أفرز وابيّنْ ما لهذا الوسم الذي سيخلفهُ عبد الامير الشمري لأجيالنا القادمة، ابا مصطفى ، ولدَ ببيئةِ دينية مضمخة بالأعرافِ العشائرية المنكمشة أزاء الأعراف والباذخة عند العطاء بدءًا من أكرامِ وفادةِ الضيف وليس أنتهاءًا بِسُعفةِ الملهوف ونجدة المُحتار، فوالدهُ الحاج كامل الشمري، يعرفهُ أهل الفرات الأوسط، قد خَبرَ العهود واوفى الوعود وعاجل إلى إقراءِ القادم وأشعال نار القِرى وكأنهُ بلسانِ حال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد حينما كان يغالي بِحُسنِ الضيافة، فهو يصف حاله بقولهِ:
إذا القومُ قالوا: مَن فَتًى؟ خِلتُ أنّني
عُنِيتُ، فلم أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
ولستُ بحَلاّل التِّلاعِ مَخافَةً
ولكن متى يَستَرفِدِ القومُ أرفِدِ
لست بحلّال:لا أحُلَّ
تلاع:بطون الوادي
يسترفد:يطلبون الرفد والعطاء
لست ممّن يستتر بالتلاع مخافة الضيف، يصف نفسه بالكرم، فإذا كان حال والد عبدالأمير الشمري هكذا فكيف حال ولده الفتى اليافع عبد الأمير غير التعلم والتغذي من طِباعِ والده المُفعم بخُلقِ محمد واله، لا بل أني لأحسب انهُ يحاكي قصة ذلك الأعرابي الباسل المغوار والكريم المهراع وهو مجير ام عامر ، وقصته تعود الى أعرابي إدعى ان أُمُّ عامر (وهي الضبع)كان طريدته فآواها الى ان هاجمته وتركته.
والقصة..خَرَجَ قَومٌ الى الصيد فَعَرَضَتْ لَهُم أُمُّ عامر فطاردوها حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فدخَلتهُ. فخرج إليهم الأعرابي وقال :
ما شأنكم؟ قالوا : صيدنا وطريدتنا، فقال: كلا، والذي نَفسي بيده لا تَصِلونَ إليها ما ثَبَتَ قائمُ سيفي بيدي.
فرجعوا وتركوه وقام فقدم للضبعِ حليبا ثم أسقاها ماءً حتى عاشت واستراحت. فبينما الأعرابي قائمٌ إذْ وثبت عليه فبقرت بَطنَهُ وشَرِبَت دَمَهُ وتَرَكَتهُ،
فجاءَ ابنُ عَمٍّ له يَطلُبهُ فإذا هو بَقيرٌ في بيتهِ فالتَفتَ إلى مَوضِعِ الضبعِ فلم يرها فاتبعها ولَم ينزل حتى أدركها فقتلها وأنشدَ يقول :
ومَنْ يَصنَعُ المَعروفَ مَع غَيرِ أهلِهِ ... يُلاقي كَما لاقى مُجيرُ أُمِّ عامِرِ
أعَدَّ لَها لمّا استجارَتْ بِبَيتِهِ ... أحاليبَ البانِ اللقاحِ الدوائرِ
وأسمَنَها حتَىَّ إذا ما تَمَكَّنَتْ ... فَرَتْهُ بانيابٍ لَها واظافِرِ
فَقُلْ لِذَوي المَعروفِ هذا جَزاءُ مَنْ ... يَجودُ بِمَعروفٍ على غَيرِ شاكِرِ..
فعبد الأمير الشمري هو مجير ام عامرِ، ابا مصطفى حينما دخل الداخلية أنجز بها ما لايعقل من حجمٍ للعطاءِ بما يضيق ذكره، وبودي ان أجمل ما قامَ بهِ سائلاً ربي ان ينسيني الشيطآن ذِكرِ واحدة او مغادرة اخرى:
اولاً: ساهم بالحدِ بشكلٍ بيّن بالرشى وتعاطيها، وصار الضابط يخشى سطوة الشمري منان يتعاطاها بعد أن كانت بصورةٍ جهرية.
ثانياً: قام بتمريق كارتلات الوزارة العميقة ( وهم مجاميع مخضرمة كانت تسيطر على مخارج ومداخل القرارات).
ثالثاً: بعد أن كان لهُ الفضل الاول والجهد الأوحد بإنشاء الجدار الأمني بين العراق وسوريا، عاد والتفت إلى جميع مفاصل الوزارة سيما ذات الصبغة الخدمية للمواطنين ( فبنى ولأول مرة بتاريخ العراق 16 مصحة لمعالجة المدمنين وقام بتوسعة السجون والمواقف العائدة للداخلية وطور من مراكز الشرطة وحسن اداء المرور بشكل فاعل).
ثالثاً: وهنا هذه البصمة لآبي مصطفى وهو فوق التصورات نجح بإتمام الجواز الألكتروني، فلكل مواطن يروم إصدار جواز سفر له لا يستغرق أكثر من 25 دقيقة فقط واتحدى كل دول العالم ان تكون بهكذا سرعة ).
رابعاً: ولأول مرة بتاريخ الحكومة العراقية منذ تأسيسها إلى يومنا هذا أنشىء مركزاً رقمياً عملاقاً (مهمته حفظ جميع وثائق البلاد من التلف وتخطي مايسمى بصحة الصدور التي عانى منها المواطن العراقي لعقود من الزمن والمركز بأعلى المواصفات يتحمل الهزات الأرضية والفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي لشهرِ كامل ).
خامساً: قضى على منظومة فساد كبرى عانت منها وزارة التجارية وهي أتمام البطاقة الموحدة ( فقد حدَ من التزوير وزود وزارة التجارة بالعدد الحقيقي لنفوس العراق واعتمدت مفوضية الانتخابات على دقتها وصار بإمكان المواطن ان يستلمها بمدةٍ قياسية).
سادساً: أنخفضت الجرائم بصورة هائلة وصار اكتشاف الجريمة خلال مدة اقصاها 48 ساعة فقط وأنعدمت الدگة العشائرية إلى الصفر ).
سابعاً: لمس ابا مصطفى خللاً بيناً بأعداد مراكز الدفاع المدني ( نقط الإطفاء)، فعاجل الأمر بإنشاء 250 مركزاً بين المراكز الأصلية واردفها ب 100 مركز إضافي ( حتى تُصبح الاستجابة لحوادث الحريق بصورة سريعة تتلائم وحجم المخاطر ).
ثامناً: أحيا مديرات كانت شبه شكلية كشرطة النجدة وشرطة الطوارئ وشرطة المرور.
تاسعاً: وهذه اهم إنجازاته، قضى بصورة فعلية على المخدرات التجار والمروجين ، فكانت مكافحة المخدرات قبل مجيئه معدومة الإنجاز لكنه بغضون عامين استولى على زهاء ال 10 أطنان من المخدرات واعتقال زهاء ال 40 الف وإصدار احكام إعدام ل 170 حكما
و700 حكماً مؤبداً وبسببه ارتفع سعر غرام الكريستال من 15 الف دينار الى 170 الف دينار، بسبب تضييقه الخناق على تجارة وترويج المخدرات فأستحق الشمري بجدارة فارس مكافحة المخدرات الاول بالشرق الأوسط بدليل اجتماع وزراء الداخلية العرب ببغداد واختيار العراق مقراً ومركزا معتمدا لمكافحة المخدرات.
عاشراً: انشىء ماغفل وتناسى عنه اسلافه فقد بنى مركزاً أستراتبجياً لاستقبال الاتصالات التي تبلغ عن اي حادث واصطفى له عين الرقم العالمي 911، وبواقع 150 ضابطاً ( مركزاً عالمياً وصرحاً نتباهى به).
عاشراً: وددتُ التنويه ان إنشاء المركز الرقمي الوطني كلفته 28 مليار دينار تم بناءه من قبل احد الشركات المعروفة مجاناً ودون مقابل.
وبعد هذا العرض المقتضب والذي اتمنى ان لا اكون غفلت دون دراية لاي من مناقب الشمري اقول ان الفريق اول ركن عبدالأمير الشمري قد فاز على كل الجوائز المزورة والمدفوعة الثمن سلفاً، الشمري لايبهرج ويبتعد عن الضجيج ولكن عمله من ينوب عن كلامه وبنأى بنفسه عن زبرق الكلام وزائف التصرف لمن تجلبب بالشبهات وخاض بالابتزازات، أقبل مايبن عينيك أبا مصطفى ولله درك.
فاضل ابو رغيف.