اليوم الاخبارية - بغداد
أصدر مرصد “العراق الأخضر” للبيئة، اليوم الأربعاء، تقريراً تحذيرياً بشأن التلوث البيئي الخطير في مياه محافظة البصرة، واصفاً الوضع بأنه الأسوأ على مدى العقود الماضية.
وأكد المرصد أن المياه تصل إلى منازل المواطنين وهي محمّلة بالشوائب والديدان والطحالب، دون خضوعها لأي عمليات تصفية أو تنقية، مبينا أن ما تشهده المحافظة اليوم هو نسخة مكررة من مأساة بدأت منذ عام 2010، حيث كان العام 2018 الأشد كارثية، مسجلاً أكثر من 150 ألف حالة تسمم بسبب تردي نوعية المياه.
وأضاف أن موجة اللسان الملحي التي تضرب مياه شط العرب عادة في شهري أيار أو حزيران، بدأت هذا العام بشكل مبكر منذ شهر كانون الثاني، ما ينذر بموسم صيفي بالغ الخطورة.
وأوضح أن هناك خللاً واضحاً في منظومة المياه، إذ يتم ضخ المياه “خاماً” إلى المنازل دون معالجة، فيما تسجّل معدلات سُمّية عالية تجعلها غير صالحة لا للاستهلاك البشري ولا حتى للنباتات والحيوانات.
وانتقد التقرير ما وصفه بـ”الهدر المالي” في محافظة البصرة، مشيراً إلى تخصيص مبالغ كبيرة لجلب محطات تحلية جاهزة دون أي نتائج ملموسة، لافتا إلى أن دولة الكويت تمكنت من بناء محطة تحلية عملاقة خلال تسعة أشهر فقط بعد عام 1991، في حين لا تزال مشاريع التحلية في البصرة تراوح مكانها.
وحذر من احتمالية تكرار سيناريو 2018، بل وتجاوزه هذا العام، في ظل التغيرات المناخية وشح المياه الذي يُعدّ الأشد على العراق، داعياً إلى ضرورة اختيار شركة رصينة وموثوقة لتنفيذ مشروع تحلية مياه البصرة، على أن تلتزم بجداول زمنية دقيقة لإنجازه.